المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دهاء هند


عمر آلعمر
07-14-2023, 01:55 PM
تزوج الحجاج بن يوسف الثقفي من امرأة
اسمها "هند" رغماً عنها وعن أبيها ..

وذات مرة وبعد مرور سنة على زواجهما جلست
هند أمام المرآة تترنم بهذين البيتين:
وما هندُ إلا مهرةٌ عربيةٌ .... سليلة أفراسٍ تحللها بغلُ
فإن ولدت فحلاً فلله درها ... وإن ولدت بغلاً فجاء به البغلُ

فسمعها الحجاج فغضب ، فذهب إلى خادمه وقال له:
اذهب إليها وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط
لو زدت ثالثة قطعت لسانك ، وأعطها هذه العشرين ألف دينار ..

فذهب اليها الخادم فقال لها:
كنتِ ..
فبنتِ !!
كنتِ يعني كنتِ زوجته . فبنتِ يعني أصبحت طليقته ..

ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت:
كنا فما فرحنا ..
فبنا فما حزنا !!
وقالت للخادم:
خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها !!

وقيل إنها بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحد على خطبتها ..
وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج
فاغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها
وامتدحوا جمالها عند عبد الملك بن مروان ..
فأعجب بها وطلب الزواج منها ..

وأرسل الى عامله على الحجاز ليصفها له ..
فأرسل له يقول: إنها لا عيب فيها ..

فلما خطبها ووافقت , بعثت إليه برسالة تقول:
أوافق بشرط ..!
أن لا يسوق بعيرى من مكاني هذا إليك في بغداد إلا الحجاج نفسه !!
فوافق الخليفة ، و أمر الحجاج بذلك ..

فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها توقع من يدها ديناراً متعمدة !
فقالت للحجاج:
يا غلام لقد وقع مني درهم فأعطنيه ..
فأخذه الحجاج فقال لها: إنه دينار وليس درهما ً !!
فنظرت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا ..
ففهمها الحجاج و أسرّها في نفسه ..
أي أنها تزوجت خيرا منه ..

وعند وصولهم تأخر الحجاج في الأسطبل والناس يتجهزون للوليمة ..
فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره ..
فرد عليه الحجاج:
ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال !!

ففهم الخليفة وأمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ولم يقربها ..
إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر ..

فعلمت هي بسبب عدم دخوله عليها، فاحتالت لذلك ..
وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه ..
لأنها أرسلت إليه أنها بحاجة له في أمر ..

فتعمدت قطع عقد اللؤلؤ عند دخوله ..
ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآليء ..
فلما رآها عبد الملك… أثارته روعتها وحسن جمالها ..
وتندم لعدم دخوله بها لكلمة الحجاج تلك ..

فقالت: وهي تنظم حبات اللؤلؤ ..
سبحان الله ..!
فقال عبد الملك مستفهما: لم تسبحين الله ؟!!
فقالت: أن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك ..
قال: نعم ..
قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر ..

فقال متهللاً: نعم والله صدقت , وفهم قصدها ..
وقال قبح الله من لامني فيك ..
ودخل بها من يومه هذا !!

فغلب كيدها كيد الحجاج !

عابر سبيل
10-25-2023, 06:08 PM
للحجاج الكثير من القصص الشهيرة والمواقف والحكم

منها ما هو مفيد ومنها ما يؤخذ منه العبرة والعظة